القيادة الأولى: 2019 آودي A7 سبورت باك في جنوب إفريقيا

القيادة الأولى: 2019 آودي A7 سبورت باك في جنوب إفريقيا

منذ اطلاقها عام 2010، اختارت آودي A7 الانسيابية لنفسها طابعاً صغيراً بعض الشيئ و متيناً في آن معاً، لتسترعي اهتمام المشترين الذين يرغبون بسيارة سيدان كبيرة توفر مساحة داخلية جيدة و عملانية عالية، و الذين لا يحدوهم الحماس في الوقت ذاته تجاه السيارة التقليدية ذات الأبواب الأربعة.

و كان الجيل الأول من مرسيدس CLS منذ حوالي عقد و نصف هو أول سيارة سيدان تأتي بأسلوب كوبيه، و تبعها في ذلك العديد من سيارات السقف المنحدر مثل بي إم دبليو الفئة السادسة جران كوبيه و بورشه باناميرا. و لمجاراة هؤلاء المنافسين جاءت سيارة الجيل الثاني من آودي A7 سبورت باك.

سيتم تدشين أحدث نموذج من A7 في منطقة الخليج العربي بحلول شهر أوغست القادم، و سيكون الاصدار الوحيد المتوفر منها مبدئياً هو A7 55 TFSI، المدفوع بمحرك V6 ذو توربو ثنائي بسعة 3 ليتر يولد قوة 340 حصان و 500 نيوتن متر من عزم الدوران. و يقترن المحرك بناقل حركة ثنائي القابض S ترونك من سبع سرعات و يجتمع معه اعدادات ” كواترو ” و الذي بواسطته تعمل A7 في المقام الأول بنظام دفع أمامي – الى أن يصبح هنالك عجز في الجر. و بمجرد حصول ذلك، تتحول نسبة معينة ( حسب ما يلزم ) من الدفع الى المحور الخلفي.

و قد تواجدنا في مدينة كيب تاون ذات المشاهد المذهلة في جنوب افريقا لتجربة طراز A7 سبورت باك الجديد، و الذي بُني على منصة MLB Evo نفسها التي ترافق آودي A8، و لكن لنكن واضحين، فالقادم الجديد ليس طراز A8 يرتدي عباءة جسم انسيابي فحسب، حيث أن مهندسي هيكل آودي شددوا على أن الهيكل و نظام التعليق معدين بشكل ملحوظ و مخصص لطراز A7 تماشياً مع متطلبات وظيفتها كسيارة غراند تورر أكثر رياضية من نسيبتها الليموزين الجليلة و الفخمة.

فأحد الأمور الرئيسية التي تختلف فيها A7 عن A8 هي وجود مركز ثقلها في مستوى أخفض بكثير، اضافة الى حقيقة أنها تبلغ ارتفاعاً قدره 1422 مم ( فهي أقل بمقدار 66 مم من A8 ). كما أن A7 أقل طولاً أيضاً على نحو ملحوظ اذ يبلغ طولها 4969 مم، لذا فإن أثرها على الطريق أكثر قرباً الى طراز A6 ذو الحجم المتوسط. و كون منصة MLB Evo الخاصة بها مصنوعة من خليط من الفولاذ و الألومنيوم فهذا يعني أن A7 55 TFSI قد قلبت الموازين لصالحها بوزن حيوي بلغ 1830 كغ في مواجهة منافسيها آنفي الذكر. و انعكست تلك الحقيقة على تسجيلها زمناً قدره 5.3 ثانية للانطلاق من 0 و حتى 100 كم/سا، في حين تم تحديد السرعة القصوى الكترونياً عند مستوى 250 كم/سا. و في حال لم يكن ذلك ليرضيكم فعليكم الانتظار حتى الوصول الحتمي ان شاء الله لطرازي S7 و RS7 المزودين بمحرك V8.

من المنصف القول بأن الأسلوب التصميمي لسيارة A7 السابقة قد أثار موجة استقطاب. فبعض الناس أحبوا الشكل، و في حين رأى بعضهم الأخر أنه قبيح و غير متناسق. و قد لاءم ذلك آودي جيداً حيث كانت تعمل على الترويج لطرازي A6s و A8s للمشترين ذوي الأذواق التقليدية.

و على الرغم من أن A7 الأخيرة قد حافظت على هيئة فاست باك السابقة، الا أنها تأتي بخلفية أفضل حيث تخلت عن الانتفاخ في نهايتها الخلفية. و هي الآن باتت تبدو أكثر قوة من ناحية المظهر و لديها انطباع راسخ لدى الآخرين و هذا يبدو جلياً لك عندما تطارد واحدة منها على الطريق. كما يمنحها تصميم الأضواء الجديد مظهراً مميزاً و انطباعاً يوحي بمزيد من العرض علاوة عن سابقتها.

مع ذلك، فلا تزال A7 سبورت باك الأخيرة لا تبدو أنيقة بشكل خارج عن العرف كما يُقال، عن بي إم دبليو جران كوبيه الفئة السادسة مثلا، فمرة أخرى، وقع مسؤولوا طلاء آودي في الخطأ من حيث الجانب المحافظ. و لا يختلف وجه A7 بشكل كبير عن زميلاتها ذات الأبواب الأربعة، و قد لاحظنا أن مصمميها قد كانوا أكثر ميلاً الى المغامرة في محاولة جعلها مميزة عن باقي خط سيارات آودي.

و اذا ما كنت تتطلع بالفعل لخيارات A7 الجديدة، فعلينا أن نشير الى أنها حساسة جداً للألوان. فهي تبدو مملة بعض الشيئ باللون الأبيض أو الفضي، و لكنها تلفت الأنظار باللون الأزرق القزحي السماوي. كما أنك ستحتاج الى حواف عجلات أكبر ( فهي تأتي بعجلات بقياس يتراوح بين 18 و 21 بوصة ) لتبدو في أبهى طلة لها.

في الداخل، هنالك لمسات فنية واضحة، بسطوح مقولبة بشكل أنيق، و مواد عالية الجودة مستخدمة في مختلف أرجائها. و هنالك شاشتين لمس مدمجتين ضمن الداشبورد الواسع على نحو لطيف احدهما علوية بقياس 10.1 بوصة خاصة بنظام المعلومات الترفيهي و الأخرى أدنى منها بقياس 8.6 بوصة للتحكم بالمكيف و وسائل الراحة.

و قد جرى ترتيبها من الداخل بحيث ازدادت المساحة حول الركبة كما ازداد الحيز العلوي في الخلف، مع مساحة تخزين أمتعة كبيرة تبلغ 535 ليتر – يمكن توسيعها الى 1390 ليتر بطي المقاعد الخلفية للأسفل. و العائق الوحيد هو مجال الرؤية المحدود الناجم عن البيت الزجاجي الصغير لسيارة A7، مع شعور طفيف بالرهبة من الأماكن المقفلة في الخلف بسبب خط عاتق السيارة المرتفع.

و على غرار A8 الأخيرة، يأتي طراز A7 بوابل من الأنظمة المساعدة في القيادة، بما في ذلك مساعد الايواء في الكراج و مساعد ركن السيارة، و الذي يمكن من خلالهما مشاهدة السيارة و هي تركن نفسها ذاتياً و تتيح لك التحكم بها عبر هاتف النقال. و من أبرز التقنيات المتواجدة أيضاً نظام التوجيه الرباعي و الذي يمكن من خلاله للعجلات الخلفية أن تتحرك باتجاه معاكس للعجلات الأمامية عند سرعات تصل الى 60 كم/سا. و ذلك يخفف بفعالية من دوران العجلات في المكان و يمنح A7 سبورت باك امكانية الانعطاف بدائرة أكثر احكاماً مما يمكن لطراز A4 الأصغر القيام به. و عند سرعات أعلى من ذلك تستدير العجلات الخلفية في الاتجاه ذاته لتدعم الاستقرار على الطرقات المستقيمة.

في غضون ذلك، جرى رفع كفاءة منظومة التزود بالقوة على نحو تشير له آودي على أنه نظام ” هجين باعتدال “. اذ يعمل هذا النظام على اطفاء المحرك لتوفير الوقود في كل مرة تتحرك فيها السيارة بفعل الجاذبية الأرضية بسرعات ما بين 55 و 160 كم/سا. و في اللحظة التي تضع قدمك فيها على الوقود مجدداً، يقوم مشغل فرعي ( يتزود بالطاقة من بطارية ليثيوم أيون بنظام كهربائي 48 فولط )  فوراً باعادة ادارة و تشغيل محرك V6 ذو التوربو المزدوج. و تجري كل تلك العملية بسلاسة كبيرة، اذ بالكاد يمكنك الانتباه لحدوث أي من ذلك من وراء عجلة القيادة.

الانطباعات الأولية من القيادة الأولى لها تشير الى أنها سيدان فائقة النعومة و مفعمة بالمرح، و تسمح بانعطافات جيدة و بسرعات معقولة حتى على الطرقات الجبلية الملتوية و الضيقة المحيطة بمدينة كيب تاون. و هنالك قبضة هائلة و رشاقة محسنة بفضل نظام التوجيه الرباعي، و لكن مقدمة A7 الثقيلة ( بنتيجة وضع المحرك أمام محور السيارة الأمامي ) تعني أنها ليست رشيقة الحركة لدرجة يدفعك بها الحماس لتغير جهة الحركة كما تفعل في باناميرا أو جران كوبيه الفئة السادسة.

و اعتماداً على ما أنت جاهز لإنفاقه، يمكنك الاختيار من بين أربع اعدادات لنظام التعليق – نوابض الفولاذ التقليدية، و نظام التعليق الرياضي و الذي يخفض الارتفاع عن الطريق بمقدار 10 مم، و أخر ذو نظام تخميد الكتروني، و نظام تعليق هوائي تلاؤمي. و بانفاق مزيد من المال يمكنك الحصول على التروس التفاضلية الرياضية الاختيارية و التي تقوم بتوزيع عزم الدوران بين العجلات الخلفية لتقدم أقصى مقدار من الجر عند الخروج من المنعطفات الضيقة.

إنها بلا شك سيدان رياضية بقدرات عالية، على الرغم من أنها تفتقد الى الديناميكية و الحيوية الصريحة لباناميرا. و بالنسبة الى الفئة التي تستهدفها، ترضي A7 سبورت باك معظم المعايير. هذا الى جانب الاحساس غير التقليدي الخفيف الذي قد يساهم في جعلها تفوز بمودة الجمهور- تماماً كما فعلت سابقتها.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية اضغط هنا.

What do you think?

*

اقرأ عن

تصفح الأرشيف

Share This