’كونتيننتال‘ تستعرض مستقبل القيادة الآلية عالية التطوّر على الطرقات السريعة

’كونتيننتال‘ تستعرض مستقبل القيادة الآلية عالية التطوّر على الطرقات السريعة

لم تعد القيادة المؤتمَتة للغاية مجرّد حلم بل أصبحت واقعاً فعلياً بفضل جهود شركة ’كونتيننتال (Continental) الرائدة عالمياً في تصنيع التقنيات المتطوّرة للسيارات، إذ بدأت العلامة التجارية البارزة باختبار أنظمة القيادة المؤتمَتة على الطرقات العامّة سنة 2012 ويوجد لديها حالياً أسطول دولي من مركبات التطوير.

يمنح نظام ’القيادة المؤتمَتة للغاية‘ (HAD) المركبات القدرة على تولّي القيادة على الطرقات السريعة بالتوافق مع الأنظمة والقوانين الوطنية الخاصّة بالسير في الدولة المعمول بها. وفي نهاية الطريق السريع، ينتقل التحكّم بعده إلى السائق ليكمل المهمّة. ويتم تفعيل عملية التسليم من خلال نظام تفاعل متطوّر جداً بين الإنسان والآلة. وفي حالة إخفاق السائق بالاستجابة لطلب تولّي القيادة، تعمل التقنية على تحديد منطقة آمنة للتوقّف بحيث تقوم بركن السيارة باعتماد مناورة تتميّز بأدنى مستويات المخاطرة.

وتشكل هذه الميّزة الذكية جزءاً من النظام عندما يصبح جاهزاً للإنتاج سنة 2020، و تأتي في وقت ملائم تماماً قبيل تنفيذ العديد من الخطط الحكومية في المنطقة لتطوير مدن ذكية وتعزيز القيادة المؤتمتة، بينما يتمثل هدف ’هيئة الطرق والمواصلات‘ في دبي بجعل نسبة 25 بالمئة من جميع الرحلات آلية القيادة بحلول العام 2030. وفي المملكة العربية السعودية، تم إعادة تشكيل خطط مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتكلفة 100 مليار دولار أمريكي لاستيعاب السيارات بدون سائق بشكل أفضل، وذلك لمواكبة الطلب المحتمل في المستقبل.

تعليقاً على هذا، قال رالف لوكسمان، مدير الأنظمة والتقنيات في قسم الشاسيه والسلامة لدى شركة ’كونتيننتال‘: “يولّد النظام المؤتمَت منفعة مزدوجة فيما يتعلّق بالسلامة. فأولاً، تسهم الأتمَتة بتفادي الأخطاء البشرية أثناء العمليات الاعتيادية فيما توفر أيضاً تجربة ركوب مريحة. وثانياً، تضم هذا الميّزة وضعية إضافية للانسحاب لا تتوفر في المركبات التقليدية. ففي حالة عدم تمكّن السائق من تولّي القيادة مجدّداً، تعمل هذه التقنية عندها على تسيير المركبة لإيقافها بأمان.”

في حالة إخفاق السائق، يتم اعتماد الخطّة البديلة

رغم أن السائقين قد لا يرغبون فعلياً بسماع هذه الحقيقة، إلا أن الخطأ البشري يشكّل السبب بما نسبته 90 بالمئة من إجمالي عدد الحوادث. ولهذا، تشكّل القيادة المؤتمَتة خطوة مهمّة على طريق تحقيق مبادرة ’الرؤية صفر‘ (Vision Zero) التي تمثّل التزام ’كونتيننتال‘ بالوصول إلى مستوى صفر في أعداد الضحايا، الإصابات والحوادث على الطرق.

فعند تفعيل عمل نظام HAD، يتم تحليل البيانات المستمَدّة من عدّة كاميرات ورادارات وأجهزة استشعار LiDAR عبر وحدة تحكّم مركزية تُعرَف باسم ’وحدّة التحكّم بالقيادة المؤتمَتة والحاصلة على مساعدة‘ (ADCU). ومن خلال ربطه مع خارطة عالية الوضوح، يقوم النظام بالتعرّف على جميع العناصر المتحرّكة والثابتة إضافة إلى تصميم الطريق. وتتم مراقبة موقع المركبة باستمرار لتمكين النظام من تبديل المسارات والتجاوز بشكل أوتوماتيكي.

حول هذا، أوضح إيبرو موهاريموفيتش، رئيس قسم الهندسة المتقدّمة في ’كونتيننتال‘: “للأسف ووفقاً لما هو معروف نسبياً فأن المشاكل الصحية هي عادة السبب الذي يؤدّي إلى عدم استجابة السائق لطلب تولّي القيادة. وفي الحاضر، لا يوجد أي حل لهكذا حالات. لكن القيادة المؤتمَتة للغاية ستسمح لنا بمساعدة السائق في ظروف طارئة مشابهة.”

أتمَتة مع بنية هندسية آمنة ووجود ميّزة لإدارة السلامة

إن المناورة ذات مستويات المخاطرة الأدنى ليست عنصراً مهمّاً فقط في حالة إخفاق السائق بالاستجابة لطلب تولّي القيادة، بل أيضاً في حالة وجود أي خطأ تقني ممكن. ويتم التعرّف على المشاكل المحتمَلة لأجهزة الاستشعار من خلال نمط مراقبة دائم العمل يُعرَف بإدارة السلامة.

يتمتّع نظام HAD من ’كونتيننتال‘ بتصميم معزَّز مما يعني أنه قادر على أداء وظيفة القيادة حتى في حال توقّف أجهزة الاستشعار الفردية عن العمل. وإضافة إلى الربط المنفصل لأنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار ضمن شبكات، فإن هذا النظام يشمل ’وحدة التحكّم بنطاق الأمان‘ (Safety Domain Control Unit) كنمط أتمَتة ثانٍ إلى جانب وحدة ADCU. وفي حال وصول النظام إلى حدود التحكّم القصوى أو في حال توقّف أحد أنواع أجهزة الاستشعار عن العمل، يتم تفعيل مناورة تتميّز بأدنى حد من المخاطر. كما تتوفر وضعية إضافية ضمن أنظمة الكبح والتوجيه في المركبة.

What do you think?

*

اقرأ عن

تصفح الأرشيف

Share This