تجربة قيادة: 2015 جيب جراند شيروكي SRT

منذ بضعة عقود، لم يكن هنالك شيء يُعرف على أنه سيارة SUV فاخرة و سريعة. و اليوم، يبدو أن الألمان باتوا يسيطرون على قطاع السيارات الثقيلة باهظة الثمن. و لكن وقفت سيارة جيب جراند شيروكي SRT في وجه هذا المد الأوربي المتصاعد وحيدة. و بالاعتماد على سيارة كرايزلر رباعية الدفع ذات الحجم المتوسط، يعد اصدار SRT برهاناً مذهلاً على ما يمكن للأمريكيين فعله. أعيد تصميمها في عام 2011 و من ثم طالتها بعض التعديلات في عام 2014، فباتت جيب جراند شيروكي سيارةSUV وسيمة بالفعل. فالفروق بينها و بين طراز القاعدة العادي منها في الحدود الدنيا، مع رفراف أعرض بشكل طفيف، و عجلات فريدة و مميزة و مصدات مصنوعة حسب الطلب. الطراز المعدل اكتسب أضواء LED نهارية جديدة مدمجة ضمن مصابيح HID الأمامية بالإضافة الى مصابيح LED خلفية.

أما داخل تلك السيارة ذات المظهر الخارجي القوي، تبدو المقصورة الداخلية شبهة بتلك الخاصة بطراز المواصفات الأعلى من جراند شيروكي، مع شاشة لمس بقياس 8.4 بوصة، و داشبورد مكسو بالجلد المخيط، و مع فارق وحيد يتمثل في التطعيمات الصناعية التي تأتي على نمط تلك المكونة من ألياف الكربون الأصلية، و عجلة القيادة المكتنزة، و المقاعد الرياضية الضخمة في الأمام.

جودة الصنع ممتازة بالعموم، و أفضل من العلامات التجارية الأمريكية المنافسة، باستثناء بعض ألواح المقصورة التي لا تلائم المستوى العام فيها. و بعض النظر عن ألياف الكربون الصناعية، فالكسوة الداخلية تحتوي على تنجيد من الجلد، و بلاستيك معدني المظهر، و سطوح مبطنة و محشوة، و بلاستيك ناعم الملمس في معظم الأنحاء، مع استعمال للبلاستيك القاسي في ما دون مستوى الخصر. كما يوجد شعار من ثلاثة حروف SRT مخيط على المقاعد، و الداشبورد، و عجلة القيادة المكتنزة المليئة بالتقليمات.

و مع مرور السنين تطورت المساحة الداخلية لسيارة جراند شيروكي، و ذلك النطاق الزائد عند منطقة الخصر بات مقسماً على مساحة المقصورة بشكل أفضل. فالحيز العلوي جيد، و الحيز السفلي جيد أيضاً في الأمام و الخلف، مع ذلك فهي ليست رحبة كسيارة دفع رباعي بالحجم الكامل مثل برادو أو باجيرو. كما لا يوجد صف مقاعد ثالث، مع ذلك، يشار دائماً الى سيارة جراند شيروكي على أنها سيارة خماسية المقاعد.

المقاعد الأمامية الرياضية عريضة و لها تدعيم سميك و قابلة للتعديل آلياً، بينما المقاعد الخلفية قابلة للطي بنسبة 60:40 مع ثلاثة مساند للرأس. و ليس هنالك نقص في حاملات الأكواب غير المغطاة في مسند الذراع المركزي و حاملات الزجاجات في الأبواب، في حين أن مساحة صندوق الأمتعة كبيرة جدا.

تأتي السيارة بكمية جيدة من الأدوات، أبرزها شاشة اللمس التي تعمل بنظام UConnect الخاصة بنظام الملاحة، و هاتف بلوتوث، و محرك أقراص وسائط متعددة، و كل ذلك يتمتع بألية استخدام سهلة. كما أن ستيريو CD/MP3 مع مضخم الصوت جيد بما يكفي، مع توفر منفذي USB و AUX. و تشمل السمات الأخرى، فتحة سقف، و نظام تثبيت سرعة، و مكيف هواء متوسط ثنائي المنطقة مع فتحات خلفية، و ستائر هوائية أمامية و جانبية، و كاميرا خلفية و حساسات لكامل محيط السيارة و غير ذلك.

السيارة مزودة بالقوة من خلال محرك ذو ثمانية اسطوانات بسعة 6.4 ليتر، يولد 475 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة و 630 نيوتن متر من عزم الدوران عند 4300 دقيقة، و هو مقترن بعلبة تروس أوتوماتيكية من ثمان سرعات و التي يمكن التبديل فيما بينها بواسطة مقابض خلف المقود أو بواسطة مبدل الغيارات الالكتروني و الذي كان جزءاً من التحديثات التي جرت في عام 2014. و علبة التروس تلك أخيراً قد ساعدت جراند  شيروكي الجديدة SRT لتجاوز تسارع طراز الجيل السابق الأخف منها، حيث انطلقت من 0 و حتى 100 كم/سا خلال 5 ثوان و ذلك في طقس شهر مايو، فيما لم نحاول الوصول للسرعة القصوى و البالغة 255 كم/سا.

لعلبة السرعة الأوتوماتيكية الجديدة وضعين –  العادي و الرياضي – و الذي يبدل ملامح نظام النقل بشكل مستقل عن أوضاع القيادة المتنوعة الخاصة بنوع المسار. و يتوزع عزم الدوران في الأوضاع المختلفة ضمن مجال من 50:50 الى 30:70.

يتم ارسال القوة الى العجلات بشكل خطي في طور تزايد عدد دورات المحرك، و ذلك يختلف عن ما سيشعر به أحد ما عند استعمال محرك توربو تشارجد حيث تسخر كامل القدرة لصالح الطريق بشكل باكر. و النقلات السهلة و السريعة تحسن التسارع بشكل واضح، على الرغم من أننا سجلنا استهلاك معدل عالي و متوقع من الوقود بلغ 18.8 ليتر لكل 100 كم.

التماسك ممتاز بالنظر لحجمها النسبي الكبير، فهي عموماً مستقرة عند تناول معظم المنعطفات، على الرغم من أن المنعطفات الحادة تبرز بوضوح بعضا من خروج السيارة عن المسار حيث تبدأ الاطارات بإصدار الصوت باكراً بالمقارنة مع سيارة سيدان رياضية حقيقية.

على الأرجح يمكن لسيارة SUV أوربية فائقة أن تتجاوزها، و لكن مجدداً، تذكر أنك تحصل على سيارة جيب بنصف الثمن تقريباً.

القبضة الجيدة تأتي من خلال الاطارات العريضة جداً بقياس 295/45 و التي تغطي عجلات معدنية بقياس 20 بوصة. التوجيه المحكم يقدم اضافات مساعدة مقبولة الجودة في بعض المناسبات، و لكن يقدم القليل منها في معظم الأحيان. في حين أن فرامل Brembo الكبيرة قوية جدا و تتمتع باستجابة خطية لدواسة الفرامل.

ومن المذهل، أن ركوب السيارة على الطريق العام محكم و لكنه ما يزال مطاوعاً عند معظم الطرقات، مع القليل من القساوة الأقل سوءاً منها في سيارة بي أم دبليو X5 متوسطة الحجم. كما لايتجاوز ضجيج الطريق و الرياح المستويات المتوسطة عند سرعات أكبر من 140 كم/سا، و لكن هدير المحرك سيبقى دائماً مسموعاً.

لن يكون هناك اسئلة حول صلاحية سيارة جيب هذه للطرقات الوعرة، حيث انها تأتي بدون فسحة أرضية و بدون تعشيقات منخفضة المدى. إنها و للأسف، كانت لتكون قوية على الكثبان، و لكن جيب ارتأت أنه من الأفضل الاستغناء عن تجهيزات الطرق الوعرة لصالح تخفيض الوزن. مع هذا ما زال باستطاعة السيارة تناول ممرات الرمال و الحصى، لذا فليست كل المغامرات خارج الحسبان. و مع ذلك، كل منافسي السيارة لا يقلون عنها بالأداء على الطرقات. و لكن الفارق يكمن في أن سيارة جيب SRT سريعة بقدر ما هي ممتعة و أكثر قيمة من أي شيء آخر في فئتها. هل علينا أن نوصي بها؟ حسناً، نحن عموماً لا نوصي بسيارات SUV التي لا يمكنها تناول الطرقات الوعرة، و لكننا اقتربنا كثيراً من شراء تلك السيارة لاستعمالنا الشخصي، الى أن قررنا في الدقائق الأخيرة أننا نحتاج لصف ثالث من المقاعد لأغراض تنقل العائلة. و هذا قريب من المصادقة على السيارة اذا ما كنت تريد الحصول عليها استناداً لرأينا.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الإنكليزية لمشفيك حسين، اضغط هنا.

و لمعرفة آخر المواصفات و الأسعار، تفضل بزيارة دليل المشتري لجيب جراند شيروكي.