القيادة الأولى: 2017 كيا أوبتيما GT في عُمان

لقد كانت آخر سيارات كيا قدناها هي كيا سورينتو. و قد كانت سيارة كروس اوفر مثيرة للاعجاب من كل النواحي، عدا جانب واحد فقط – فقد كانت مضجرة و مملة في قيادتها لحد كبير. مع ذلك فقد انتهى بها المطاف في قائمة السيارات التي ننصح بها لأنها على الأقل تقدم تماسكاً جديراً بالاحترام.
كل سيارات كيا التي قدناها في السابق كانت أسوأ من ناحية الديناميكية في القيادة. و قد طرأ عليها تحسن تدريجي في الأعوام الخمسة الأخيرة. و ستكون أوبتيما الأخيرة هنا عما قريب الى جانب منافسيها الأمريكين و اليابانين. لذا كان حدسنا في محله عندما قدنا سيارة 2017 أوبتيما GT في جولة سريعة في عُمان بصفتنا محكمين لجوائز عُمان للتميز للسيارات لعام 2016، حيث قدناها الى جانب سيارات أكورد، و ألتيما، و كامري الواحدة تلو الأخرى.

شيئ واحد مؤكد – وهو تميز كيا بتصميمها الخارجي الخاص. بينما ما زالت بعض طرازاتها مشتقة من علامات تجارية أخرى مثل، سبورتاج المستمدة من بورشه، و سيارة كوريس المستمدة من BMW، أما أوبتما فتبدو حقاً فريدةً و وسيمةً، مع ذلك و للأمانة، فالطراز السابق منها يتمتع بمظهر أفضل. على أية حال، فإن اضافة تلك النافذة الصغيرة على الدعامة الجانبية الخلفية للطراز الجديد كانت ضرورية لجعل المقصورة تبدو أكبر ( الأمر الذي كان أساس الاعتراضات التي طالت الطراز السابق منها ). أوبتما GT و الطراز ذو المواصفات الأعلى منها GT-Line اكتسب مصدات ” رياضية “، و عادم ثنائي الأطراف و عجلات معدنية بقياس 18 بوصة، الى جانب تغيرات أخرى طفيفة.

في الداخل، كان انطباعنا الأولي يذكرنا بلمسات مستمدة من جاكوار XF الى جانب بعض العناصر من BMW. و بذلك تمنحك شعوراً جيداً، لطالما لم تقتني سيارة جاغوار حقيقية لتقارن بها عن قرب. كما أن استعمال المواد و جودتها من بين الأفضل في فئتها، من خلال استخدام  تطعيمات  من مواد ناعمة الملمس على كل السطوح العلوية الظاهرة، مع اكتساب عتبات النوافذ و الداشبورد لكسوة من الجلد الصناعي و ذلك في الطراز GT. في حين يقتصر تواجد البلاستيك القاسي على الألواح التي تقع في منطقة ما دون مستوى الخصر.
لم يكن لدينا الكثير من الوقت لتفحص التقنيات الموجودة ضمن المقصورة، و لكن فقط عليك أن تعلم أن الشاشة الرائعة لنظام الملاحة و الوسائط المتعددة متوفرة فقط للطراز ذو المواصفات الأعلى GT-Line، و الا فعليك أن تعتاد النظر الى عارض الراديو الصغير و القبيح مع العديد من الأزرار على امتداده. أما بالنسبة لمساحة المقصورة، فقد باتت جيدة جداً الآن، مع حيز علوي و سفلي مناسب في الخلف. كم أن صندوق السيارة ضخم أيضاً، و ليس هنالك ما يدعوا للشكوى أبداً في هذا الجانب.

إذاً، هل تحسنت ديناميكات القيادة؟ بعد جولة حماسية تناولنا فيها بعض المنعطفات الطويلة، بدا أن أوبتيما الجديدة تتمتع بنظام تعليق معدل بشكل جيد، بقبضة ممتازة على الطريق، و تمايل محدود لجسم السيارة، الى جانب توفير ركوب مريح و سلس، على الأقل على الطرقات المعبدة بشكل جيد، مع هذا فهي ليست مبهرة بما يكفي لتستحق اللاحقة ” GT “. التوجيه خامل و مثقل الى حد كبير لدرجة أنه من الصعب عليك أن تعلم ما تفعله الاطارات الأمامية في حالة السرعات المتوسطة و العالية. لذا فمن الأفضل قيادتها بأسلوب ذو وتيرة أكثر هدوءاً، و اذا ما أردت الاندفاع بعنف عبر المنعطفات، فاحصل على سيارة مازدا 6.

اكتسبت سيارة اوبتيما GT محرك توربو ذو أربع اسطوانات بسعة 2 ليتر يولد 241 حصاناً و 350 نيوتن متر من عزم الدوران. نظرياً، يبدو ذلك رائعاً بالمقارنة مع محرك توربو تشارجد الذي يولد أيضاً 240 حصان لسيارة فورد فيوجن ايكو بوست. على اية حال، فالواقع العملي مختلف. فسيارة فورد تعطي شعوراً بالسرعة بفضل عزم الدوران الكبير المتوفر عند عدد دورات منخفض للمحرك. و على نقيض ذلك، يولد محرك أوبتيما القوة تدريجياً ما يجعله غير مرضي بالمرة من ناحية الاندفاع اللحظي و التسارع. و تبدو السيارة أقوى بقليل فقط من الاصدار العادي بمحرك بسعة 2.4 ليتر.
من الواضح أن كيا تستمر في طريقها لتصبح منافساً قوياً من الدرجة الاولى، و لكنها تستمر أيضاً بالتلكؤ فيما يخص القدرات المتوفرة للقيادة. على أية حال، بالنظر الى ان الكثير من الزبائن الذين يرغبون بسيارات سيدان متوسطة الحجم يفضلون توفير النقود بدلاً من النظر الى كل الجوانب الأخرى، فلا بد أن اوبتيما ستتربع على رأس العديد من قوائم التسوق.

للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الإنكليزية لمشفيك حسين، اضغط هنا.

و لمعرفة آخر المواصفات و الأسعار، تفضل بزيارة دليل المشتري لكيا اوبتيما.