القيادة الأولى: مرسيدس-بنز GLA 250 4Matic في الإمارات العربية المتحدة

كانت شركة BMW الشركة الرائدة في انشاء قطاعات من السيارات لم يكن احد يدري انه يحتاجها، مثل BMW 5-Series GT و X4 و التي حققت ارقام مبيعات مقبولة عالميا، و على هذا النحو قامت مرسيدس-بنز بنفس الشيء و اضافت قطاعات اخرى أكثر جاذبية لأسطول سياراتها مثل CLS-Class و CLA-Class، وعلى الأقل قامت مرسيدس بعملية اعادة اقلاع في التصميم و ذلك بعد سيارة المدينة المزعجة A-Class 2005 وتمثل ذلك بتقديم سيارة هاتشباك ملائمة مثل A250، و منها ولدت  مرسيدس GLA، لم نكن متأكدين من ان GLA ستكون مختلفة كثيرا عن A-Class، ولكن دعنا نرى.

من ناحية الشكل تبدو GLA 250 4Matic مشابهة الى حد كبير لمرسيدسA-Class، باختلافات بسيطة تتمثل باضافات بلاستيكية بجانب الاطارات و الحواف بشكل عام، كما يفترض ان تكون  GLA أعلى قليلا عن الارض و لكن من الصعب ملاحظة ذلك، على الطريق تعطيك قيادتها نفس شعور قيادة شقيقتها A-Class الهاتشباك، و في الواقع تشعر وكأنك بنفس مستوى الرؤية لدى قيادة هيونداي النترا و نيسان صني.

أما بالنسبة للمقصورة الداخلية فهي مصنوعة بشكل ممتاز و عصري و لكن مع وجود أجزاء بلاستيكية مختلطة مع الاسطح الناعمة الفخمة و ذلك في الجزء الوسطي واطار لوحة العدادات، و كما احتوت السيارة المختبرة على شاشة وسائط متعددة LCD و نظام كشف النقطة العمياء اثناء القيادة، ولكن تعديل المقاعد يتم بشكل يدوي و لم يكن نظام الدخول بدون مفتاح من النوع الذكي فعلا، و بشكل عام المقصورة ليست جيدة كفاية فعتلة تعديل ظهر المقعد محصورة في زاوية صعبة و أزرار التحكم بمكيف الهواء صغيرة لدرجة انها قد تشغل انتباهك عن الطريق لدى تعديلها.

مساحة الجلوس للمقاعد الامامية ممتازة اما في الخلف فالمساحة متوسطة و حجم صندوق الامتعة جيد مقارنة بسيارة هاتشباك و لكنه ليس كذلك اذا قارنته بسيارة رياضية متعددة الاستعمالات.

ولكن، عندما بدأنا بقيادة GLA 250 4Matic  قدرنا خصائص المرسيدس بنز المميزة بشكل اكبر، فالمحرك ذو 211 حصانا  بسعة 2.0 لتر توربو بدا قويا على سرعات الدوران المنخفضة و يأتي المحرك متصلا بعلبة تروس دبل كلتش اوتوماتيكية بسبعة سرعات توزع القوة على العجلات الاربع، و كونها رباعية الدفع لم يؤثر ذلك بشكل ملحوظ على ثبات السيارة على الطرقات الجافة، اما بالنسبة لاستهلاك الوقود فقد كان المحرك اقتصاديا تحت ظروف قيادة عادية مستهلكا 10.7 لتر لكل 100 كيلومتر.

أما عن راحة الجلوس بالسيارة فهي ممتازة و سلسة للغاية بالنسة لسيارة صغيرة بعجلات معدنية كبيرة و اطارات رياضية، وذلك شيء فشلت الكثير من الشركات العريقة في تحقيقه، و نسبيا السيارة هادئة من الداخل و تشعر بالسعادة لدى قيادتها بشكل عام.

و كذلك كان التحكم بالسيارة جيد جدا على الاقل بالفترة الوجيزة التي قدنا السيارة بها حول المدينة، حيث لم يكن هناك شعور بان السيارة تطفو على الطريق و تمايل السيارة على المنعطفات كان في حدوده الدنيا، و كما كانت استجابة ادوات التحكم كالمكابح و دعسة البنزين عالية و مباشرة، ولكن عجلة القيادة المتغيرة القساوة لم تكن لتعطي السائق اي انطباع عن الطريق و حالة الاطارات، بينما المكابح كانت جيدة جدا و بامكانك ان تكون واثقا من تجربتها لحدودها القصوى مرات عدة.

انطباعنا الأولي الموجز عن GLA 250 -التي تبدو كسيارة رياضية متعددة الاستعمالات و لكنها بالحقيقة هاتشباك- كان انطباعا جيدا للغاية، فالسيارة عملية و قيادتها ممتعة و مريحة للرحلات الطويلة، و لكن قلة بعض الميزات المحددة الفخمة جعلتنا نتسائل عن عدد المستهلكين المستعدين لشرائها بسبب علامة مرسيدس الثلاثية، حيث بامكانهم الحصول على مركبة اكبر من ماركات فخمة اخرى بنفس السعر، وذلك مثل لاند روفر ديسكفري سبورت و الاودي Q3 و لكزس NX 200t، و لكن و بدون شك يمكن القول بأن علامة مرسيدس تبقى اكثر هيبة فبالنهاية  GLA 250 4Matic هي مرسيدس صغيرة.

لمعرفة آخر اسعار و مواصفات السيارة قم بزيارة دليل المشتري لسيارة مرسيدس GLA.

 للاطلاع على تجربة القيادة باللغة الانكليزية التي قام بها ماشفيق حسين اضغط هنا.